أجل أنا فارس، الشاب الذي كان ينعته أغلب أفراد العائلة بالساذج!

بالتأكيد، فقد كنت أستمع إلى كلام الجميع بدون نقاش، وأتبع الأوامر دون تردد.

كنت خائفاً لا أكثر، ولكن خوفي كان يعيقني عن كل أحلامي وأمنياتي، هذا إن كانت لي أمنياتٍ بالأساس!

كنت أخشى السخرية والانتقاد، وأخاف أن أفشل في تحقيق تلك الأحلام، بل إنني لا أمتلك اليقين إن كانت هذه الأحلام حقيقية أم أنها مجرد تراهاتٍ من عقلي الباطن!

مرت الأيام وأنا على نفس الشاكلة، الساذج التابع الذي لا رأي له، حتى أتى ذلك اليوم الذي وجدت فيه نجاتي على يد صديقي الذي غيَّر لي مجرى حياتي!

ودار الحوار التالي:

أحمد: ماذا بك يا فارس؟ أنا أعلم أنك تمتلك -مثل جميعنا- كثير من الأهداف الجميلة، لكن لماذا لا تسعى إلى تحقيقها؟

فارس: أخشى! 

أجل، أخشى الفشل والسقوط، والسخرية اللاذعة التي تشبه السياط على جسدي، والخزي والاكتئاب الذي سأشعر به إن لم أحقق أهدافي!

أحمد: وما ضرك إن لم تحقق أهدافك؟ قليلٌ من الانتقاد، أليس كذلك؟

لكن أتدرك كم ستحصد من النجاحات إذا بدأت الطريق الصحيح؟ 

تتأرجح الحياة يا فارس بين نجاحاتٍ وإخفاقات، هذه هي السنة الكونية.

معك حق في وجود احتمالية لفشلك، لكن ماذا لو كانت احتمالية نجاحك أكبر بكثير؟ 

فارس: كلامك جميلٌ يطيب الروح يا صاحِبي، لكن…

أحمد: لا تقل "لكن" يا فارس، ودعني أخبرك الآن بعض النصائح التي قد تساعدك على المضي في الطريق والتي يمكن أن تكون ترياقك في بيئة عملك


أعِد تعريف مفهوم الفشل

يندرج خوفك من الفشل تحت عدة عوامل، مثل: الخوف من السخرية والانتقاد، أو عدم الوصول إلى توقعات الآخرين، وهكذا.

لكن هذه مجرد أسباب ثانوية للأمر، لكن مفهوم الفشل الحقيقي والذي يجب أن تضعه نصب عينيك هو "التوقف عن المحاولة". 

أجل، لأنه كلما حاولت واجتهدت وسعيت وحتى إن أخفقت في الأمر فهذا لا يُسمى "فشل"، لكنه مجرد إخفاق تعقبه محاولاتٌ جديدة وسعيٌ آخر.

حدد أهدافك في الحياة

ولنا في هذا الأمر وقفة، فحاول عند تحديد أهدافك أن تضع أهدافاً تصل إليها، مثل:

  • الحصول على المركز الأول في مسابقة السباحة.
  • الترقية في الوظيفة.
  • النجاح بامتياز في اختبار الكيمياء.

لكن لا تضع أهدافاً تحاول أن تتجنب بها بعض الأمور، مثل:

  • تجنب الإخفاق في مسابقة السباحة.
  • تجنب الطرد من الوظيفة.
  • تجنب السقوط في اختبار الكيمياء.

سترتفع معنوياتك في الحالة الأولى أكثر من الثانية، بل وستشعر أنك تسير على الدرب الإنجاز وقريباً ستصل إلى غايتك. 


 تعلَّم باستمرار

إن الحياة لا تتوقف عند حدٍ معين من العلم، بل تسير دوماً في تقدم، لذلك فإن استمراريتك في التعلم ستساعدك بالتأكيد في فهم الحياة بشكلٍ أعمق وتقليل مخاوفك.


حدد مخاوفك

حاول أن تضع قائمة بكل المخاوف التي تراودك إن  لم تنجح في الأمر الذي تسعى إليه.

يمكن أن يشعر بعض الأشخاص من الخوف من المجهول أو من شيءٍ غير معروف لهم.


لكن بوضعك قائمة بمخاوفك وتحليلها ستتأكد أنها ليست بهذا القدر من الأهمية، أو ستحاول تجنبها قدر الإمكان مما سيقلل من خوفك من الفشل.


فكِّر بإيجابية

يعد التفكير الإيجابي وسيلة رائعة تمكنك من التقدم في حياتك بشكلٍ مدهش. 

حاول أن ترى الجانب المشرق في كل الأمور، مثل أن المحاولة والسعي يمكن أن تخفق، لكنها أيضاً يمكن أن تقودك إلى إنجازاتٍ كبيرة.


أحمد: هذه بعض النصائح القليلة من فيضٍ كبير يمكنك أن تطلع عليه بمزيدٍ من البحث، والآن هيا إلى تحقيق الإنجاز يا صاحبي.

فارس: شكراً لك يا صديقي العزيز، هيا بنا…


بقلم. د. دنيا فايز 

المراجع:

https://www.mindtools.com/pages/article/fear-of-failure.htm

https://hbr.org/2018/12/how-to-overcome-your-fear-of-failure